الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

التعليم الديني ورياض الأطفال ومعاهد التربية الخاصة.. بقلم: د.يعقوب يوسف الغنيم

  • سيف الحموري - الكويت - الخميس 31 مارس 2022 09:24 مساءً - الجهات المعنية اهتمت بتشغيل خريجي المعاهد وباشرت في إنجاز مؤسسة سميت «المؤسسة الإنتاجية» ويباع إنتاجها في المعرض السنوي
  • مجمع معاهد التربية الخاصة صار علماً للنهضة الكويتية بوجهها التربوي والاجتماعي وقبلة للزوار من كبار القوم والمختصين
  • مسرح المجمع اشتهر بحفلات «التربية» في العيد الوطني واستوعب أعمال الفرق المسرحية وأنشطة المعاهد وقدمها للأهالي
  • المعهد الديني كان متمسكاً بالمناهج الدراسية الأزهرية وكتبه تأتي من هناك وكان لأساتذته دور مهم في التوعية الدينية
  • روضتا المهلب وطارق كانتا بداية الرياض قبل صدور قرار إنشاء المرحلة في 1952 لكن الافتتاح لم يبدأ إلا في 1954 - 1955

تتحدث أوراقنا الآتي عرضها هنا عن موضوعين مهمين احدهما يتعلق بالتعليم الديني في الكويت، كيف كان، وكيف صار، ويتحدث الثاني عن معاهد التربية الخاصة التي كانت ولاتزال من مفاخر الكويت، ومن افضل الاعمال الانسانية التي قامت بها البلاد.

فقد كان من الاعمال التربوية المهمة التي شهدتها بلادنا، ولايزال اطفال الكويت من البنين والبنات يحظون بما تدره لهم من منافع، والكبار منهم يذكرون ايامهم الجميلة في رحالها، فقد اسست على أسس تربوية متينة، وأداها من يعرف قيمة العمل الذي يؤديه.

وفي آخر هذا الفصل يأتي - كالمعتاد - دور اللهجة الكويتية فنورد شيئا مما يتعلق بها.

ومن هنا تبدأ الأوراق:

1 - معاهد التربية الخاصة

اعتنت الكويت بتربية وتعليم المعاقين منذ بداية خمسينيات القرن الماضي، حتى اكتسب ابناؤها العاملون في هذا المجال خبرة كبيرة ومهمة بحيث استطاعوا تنمية هذا الحقل والخروج به من مرحلة البداية الى مرحلة الكمال، ثم افتتح مجمع معاهد التربية الخاصة الذي استوعب كافة المعاهد التي خصصت لرعاية المعاقين، بغية تحويلهم الى عناصر فاعلة في المجتمع.

وصار هذا المجمع علما من اعلام النهضة الكويتية بوجهيها التربوي والاجتماعي، كما صار قبلة زوار الكويت من كبار القوم ومن المختصين في هذا النوع من العمل التربوي المهم، ونالت المعاهد الخاصة اعجاب كل من اطلع على الاعمال التي يقوم بها العاملون.

ومما يلفت النظر ان من اهم اهداف هذا القطاع المهم من قطاعات وزارة التربية هو تحويل المعاقين الذين يفتقدون القدرة على التعلم والتدرب على الاعمال الى متعلمين قادرين على العمل كل بحسب استطاعته وبحسب ما يحصل عليه من تعليم وتدريب، كل ذلك في جو ملائم، يهيئ الفرص لهؤلاء الأبناء والبنات، ويحولهم الى مواطنين صالحين عاملين. ففي المعاهد اضافة الى التعليم والتدريب مجالات اخرى مثل الانشطة الرياضية المتنوعة وفيها القسم الداخلي الذي يضم اليه من تبعد مساكنهم عن موقع المعاهد الخاصة، فيجدون الراحة التامة والرعاية الكاملة وفي هذه المعاهد نشاط كبير في كل ما يقدم في المدارس الاخرى من الانشطة مع مراعاة ظروف الطلبة والطالبات، واشراك كل منهم في النشاط الذي يستطيع ان يؤديه.

وكان المسرح القائم في هذا المجمع الضخم من اهم مسارح البلاد يوم بدأ العمل به، وصار يستوعب انشطة المعاهد، ويقدمها الى الاهالي لكي يروا كيف صار ابناؤهم بعد التعليم والتدريب، ويعرض للفرق المسرحية الكويتية بعض مسرحياتها، وتقام فيه الاحتفالات في كثير من المناسبات ومنها الاحتفال برؤساء الدول الذي يزورون الكويت بين وقت وآخر.

غير ان هذا المسرح اشتهر بالحفلات التي كانت تقدمها وزارة التربية كل سنة بمناسبة العيد الوطني لدولة الكويت، وهي حفلات يحضرها عدد من رجال الكويت على رأسهم سمو أمير البلاد، اضافة الى اولياء امور الطلبة والطالبات ممن يشتركون في هذه الاحتفالات ولاتزال تسجيلات هذه الاحتفالات متداولة بين الناس، كما ان بعضا من اغنياتها تتردد في كل مكان.

وقد اصدرت الوزارة المختصة بيانا عن هذه المعاهد ضمن كتيب لها صدر في السنة الدراسية 1961 - 1962 وجاء فيه ذكر السبب الذي دعاها الى القيام بهذا المشروع الانساني التربوي المهم.

ومما ورد في هذا الكتيب: «الكويت - شأنها شأن الشعوب المتقدمة اهتمت اهتماما بالغا بفئات الطلبة الذين يحتاجون الى تربية خاصة، فأنشأت لهم معاهد التربية الخاصة، وتشتمل هذه المعاهد على معهد النور للمكفوفين، ومعهد الأمل للصم والبكم، ومعهد التربية الخاصة للمتأخرين دراسيا.

وذكر الكتيب ان التعليم يسير في جميع هذه المعاهد على نظام اليوم الكامل، فهم يقضون النهار كله في معاهدهم ويعودون مساء، وقد خصصت لهم الوزارة المعنية وسيلة النقل.

كما اتاحت فرصة السكن في المعاهد للذين تبعد مساكنهم».

كانت هذه البيات متعلقة بالمعاهد الخاصة قبل انشاء المجمع الذي تحدثنا عنه في بداية حديثنا هذا، ولكن مجلس المعارف في جلسته التي جرت وقائعها في اليوم العاشر من شهر نوفمبر لسنة 1960 قرر إنشاء هذا المجمع الذي نراه اليوم، بعد ان لاحظ تزايد الاقبال على هذا النوع من الدراسة والتدريب وازدياد فروع العمل في هذا المجال، وقد جرت ومنذ ذلك الوقت اعمال العاملين على اعداد هذا المجمع ولكنه لم يكن معدا لاستقبال الدارسين والدارسات في المعاهد المختلفة الا في هذه السنة الدراسية 1967 - 1968م حيث ابتدأ في هذا المجمع اول عام دراسي يمر عليه، وهو الى الآن في عمل مستمر وفق الاهداف المرسومة من قبل.

ولقد اهتمت الجهات المعنية بمجمع معاهد التربية الخاصة بتشغيل الخريجين وتدبير مواطن عمل تتناسب مع امكاناتهم، ثم باشرت في انجاز مؤسسة سميت: المؤسسة الانتاجية ينضم اليها كل من لا يوفق في عمل بالقطاع العام أو الخاص، وكان نتاج هذه المؤسسة يباع في المعرض السنوي الذي تقيمه المعاهد، ويقبل عليه الناس.

وفي آخر هذا الحديث، أذكر بالتقدير والاكبار استاذي المرحوم عبدالعزيز الشاهين الذي واكب نشأة المعاهد منذ معهد النور وهو اولها، الى ان صار مسؤولا عن مجمع المعاهد بدرجة وكيل وزارة مساعد، وبقي في هذا المنصب حتى تقاعده، رحمه الله.

2 ـ معهد الكويت الديني

صلتي بمعهد الكويت الديني صلة عميقة، فقد كنت احد طلابه منذ السنة الدراسية 1950 ـ 1951، وقد سعدت فيه بتلقي العلم على ايدي كوكبة من العلماء يكفي ان اذكر منهم الأستاذ احمد صقر والأستاذ عبدالحكيم نعناع، وقد اتيحت لي الفرصة لاستكمال دراستي فيه، واذكر في هذه المرحلة امرين احدهما ان اسئلة امتحانات الشهادة الثانوية كانت تأتي من الازهر الشريف، ولا توضع في الكويت، وذلك من اجل اعتراف الازهر بهذه الشهادة، وقد استمر الامر على ذلك الى ان نشأت كلية الحقوق والشريعة، فصار قسم الشريعة بهذه الكلية هو الذي يضع الاسئلة، وصار من حق خريجي معهد الكويت الديني الالتحاق بكلية الحقوق والشريعة، وقد تولت المهمة كلية الشريعة بالجامعة هنا بعد ان نشأت.

كما اذكر اهتمام المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس مجلس المعارف في ذلك الوقت بالمعهد، وكيف كان يوليه اهتمامه منذ ان قام بافتتاح مبناه الاول، ثم صار يرعي حفلاته كلها، وكان من بواعث السرور في نفسي ان الشيخ الكريم كان على رأس الحفل الذي وزعت فيه شهادة اكمال الدراسة الثانوية في السنة الدراسية 1956 ـ 1957 على من نالها من الطلبة، وكنت واحدا من هؤلاء، وسعدت بأن اقوم بإلقاء قصيدة بهذه المناسبة تكلمت فيها عن الشهادة قائلا:

هاتها طال انتظاري

وانقضى عهد اصطباري

واكتوى قلبي من الشو

ق بنار أيِّ نار

هاتها غراء تحكي الـ

بدر أو بنت النهار

تلهب الشوق وقصدي

أنها تطفي أواري

بالنفسي أي داء

قد أتاني باضطراري

كلما أطفئ شوق

همت في شوق مثار

وهكذا..

وكان المعهد الديني في زماننا متمسكا بالمناهج الدراسية الازهرية، وكانت الكتب تأتي من هناك وهي في اغلبها كتب تراثية، ولكننا اقبلنا عليها ودرسناها ولازالت المعلومات التي كانت تحتويها راسخة في اذهاننا حتى يومنا هذا.

وكان لأساتذة المعهد (المشايخ) دور مهم في التوعية الدينية، اذ كان عدد منهم يخطب في المساجد وفي الحفلات التي تقام بمناسبة المولد النبوي الشريف والهجرة المباركة وغزوة بدر وغيرها من المناسبات، وكان عدد منهم يذيع احاديث من اذاعة الكويت فيستمع الناس إليهم مستفيدين مما يلقونه على مسامعهم، وكان البعض الآخر يكتب مقالات في المجلات التي صدرت في ذلك الوقت ومنها مجلتا «البعثة» و«الرائد». اول مدير لمعهد الكويت الديني، وكان يطلق عليه لقب شيخ المعهد، هو الشيخ علي حسن البولافي، وهو عالم جليل سار بالمعهد خطوات كبيرة، ومما نقل عنه قوله «كان من اعظم اماني الكويت انشاء معهد ديني يجمع الى الثقافتين الدينية والعربية، ما امكن من الثقافة المدنية، وصارت الامنية حقيقة، واشرقت شمس المعهد متلألئة واضحة السَّنا».

وقد كان ما عبر عنه شيخ المعهد فيما يتعلق بالثقافة المدنية حقيقة يدركها كل من درس فيه، فقد كنا نتلقى الى جانب العلوم الدينية وعلوم الادب واللغة علوما في الرياضيات واللغة الانجليزية والجغرافيا والتاريخ وغير ذلك، وكانت في المعهد فرق رياضية تنافس المدارس الاخرى وتتفوق على فرقها في كثير من الاحيان، اضافة الاهتمام بالنشاط الكشفي والمشاركة في الرحلات والمخيمات المتعددة.

ولقد تطور العمل في التعليم الديني الآن وتكونت له ادارة تقوم بشأنه، وتفرعت عنه فروع صباحية ومسائية وفروع تؤمها الطالبات، واصبحت اعداد المسجلين في كل هذه الافرع كبيرة، وكل ما نأمله هو الحفاظ على المستوى الذي عاصرناه انا وزملائي لأنه لا تساهل في طلب العلم.

كلمة اخيرة اريد ان اضيفها هو ان معهد الكويت الديني قد بادر في احدى السنوات الاخيرة الى الاحتفال بذكرى مرور خمسين سنة على انشاء المعهد، وقد صدر بهذه المناسبة كتيب عنوانه «التعليم الديني في الكويت، الماضي، الحاضر، المستقبل»، وقد اعدته ونشرته اللجنة المنظمة للاحتفال، ويؤسفني ان اقول ان ما جاء في صفحة 3 بشأن الذين كان لهم الفضل في تأسيس وتطوير المعهد الديني منذ العام 1947 غير سليم، وقد وردت اسماء لا علاقة لها بهذا الموضوع، ولا اريد ان اقول اكثر من ذلك.

3 ـ رياض الأطفال في الكويت

بادرت الكويت بالعناية بطفل ما قبل المدرسة منذ زمن قديم، ولم تكن رياض الأطفال التي تعرفها اليوم قد نشأت، ولكن ما أنكره أن كل مدرس كانت تبدأ بفصلين يطلق عليهما اسم: البستان، ينضم إلى أولها الطفل المستجد، فإذا أبدى استعدادا لتلقي الدروس نقل من الصف الأول من البستان إلى أول صف من المرحلة التي تعادل المرحلة الابتدائية الآن أو ما يطلق عليه الصف الأول، ويبقى من الأطفال من لا يبدي استعدادا حتى يكمل السنة الثانية في البستان ثم يتم نقله، لقد كان البستان هو الشبيه برياض الأطفال في هذا اليوم، ولكن تطور الحياة، وزيادة أعداد الأطفال في هذا السن مع تراكم الخبرات لدى القائمين على التعليم في البلاد أدت إلى التفكير في فصل البستان عن المدارس لأن أطفال هذا السن يحتاجون إلى رعاية مختلفة، وإعداد للمرحلة اللاحقة قد لا يستطيع قسم البستان أن يقوم بها.

ومن أجل ذلك قامت دائرة معارف الكويت، وكان هذا هو اسمها آنذاك في العام 1952 بتقديم هذه الخدمة المميزة لأطفال الكويت، وذلك بالبدء في إنشاء وافتتاح مرحلة رياض الأطفال التي تسبق الدراسة العامة.

وكانت بداية العمل لا تزيد على افتتاح روضتين هما:

٭ روضة المهلب.

٭ روضة طارق.

واستمر العمل بها فترة من الزمن، ثم تزايد العدد بعد ذلك، ومن المهم أن نشير هنا إلى أن أهالي الأطفال قد حرصوا على انضمام أبنائهم وبناتهم إلى هاتين الروضتين اللتين اختير موضع كل منها، لكي يخدم جانبا من عاصمة البلاد فالروضة الأولى تخدم الجانب الشرقي، الروضة الثانية تخدم الجانب الغربي الذي نطلق عليه لفظ «جبلة» أي: قبلة. وكان الأطفال يقضون يوما كاملا في هاتين الروضتين في لعب وتعويد على الابتداء بالقراءة والكتابة وحفظ بعض قصار سور القرآن الكريم، والأناشيد، وهم حتى يستطيعون البقاء كامل يومهم في الروضة يتمتعون بالنوم في مهاجع خاصة بهم، كما يتمتعون بطعام الإفطار والغذاء، وكانت هيئة الاشراف والتربية في الروضة من المعلمات الخبيرات في هذا الشأن.

كانت سنة 1952 هي السنة التي صدر فيها القرار الخاص بإنشاء هذه المرحلة المهمة التي تتولى إعداد الأطفال للمدارس، ولكن بناء المبنيين اللذين تم استخدامهما لهذا الغرض لم يتم إلا بعد ذلك، ومن أجل هذا فإن افتتاحهما لم يبدأ إلا في السنة الدراسية 1954 ـ 1955، وكانت بداية ناجحة بكل المقاييس ومدعاة إلى الفخر شأنها شأن التعليم الخاص الذي ذكرناه في الفقرة السابقة، ومن أجل ذلك فقد سعت دائرة معارف الكويت ومن بعدها وزارة التربية إلى تدعيم هذا الاتجاه بافتتاح عدد كبير من رياض الأطفال مع تعميمها على البلاد بأكملها حتى صرنا نرى في كل جانب من وطننا روضة منها.

ومما يجدر بي أن أشير إليه هو أن الأخت الكريمة الأستاذة منيرة عبدالله المشعان قد ألفت كتابا جامعا ضم كل ما يتعلق بهذا النوع من الأعمال التربوية من حيث التاريخ ومن حيث بيان نظام العمل وكانت الأخت منيرة أول مديرة لإدارة رياض الأطفال منذ نشأتها بعد أن ازداد عددها، وأصبحت في حاجة الى جهاز متفرع يعنى بها، فكان إنشاء إدارة رياض الأطفال هي التي تتولى ذلك بقيادة هذه المديرة النشطة.

ولعل مما يمكن ان يدل على نجاح فكرة انشاء رياض الاطفال، ويوحي بالتفاف اولياء الامور حولها هو أن نذكر شيئا من نموها منذ سنة افتتاح الروضتين اللتين أشرنا إليهما، وخير من يدلنا على ذلك كتاب «رياض الأطفال في الكويت من النشأة الى التطوير» وهو الذي ألفته الأستاذة منيرة المشعان، وهي خير شاهد على فترة النمو الذي شهدته رياض الأطفال، وفي هذا تقول: «وهكذا، نجد انه بعد عشر سنوات فقط من انشاء اول روضتين، اي في عام 64/ 1965م، اصبح بالكويت (30) روضة التحق بها ما يقرب من تسعة آلاف طفل. وفي العام الدراسي 74/ 1975م، ارتفع عدد الروضات إلى (52) روضة توفر الرعاية وفرص النمو السليم لما يزيد على (12500) طفل وفقا لأحدث الأساليب التربوية في هذا المجال. وبعد مرور ثلاثين سنة اي في عام 84/ 1985م، وصل عدد الروضات بالكويت إلى (87) روضة استفاد من خدماتها التربوية (24150) طفلا».

هذه نبذة قصيرة عن نشأة رياض الاطفال في الكويت، ومما يسعدنا أن هذه الخدمة لا تزال مستمرة، ولا يزال الأهالي يواصلون إرسال ابنائهم وبناتهم للحصول عليها لأنهم ايقنوا بما تقدمه من فوائد للاجيال التي مرت بها، وتلقت الكلمات الاولى من دراستهم فيها.

4 - حول اللهجة الكويتية

هنا يرد ما اعتدنا على إيراد مثله مما يتعلق باللهجة الكويتية، ولقد كانت الموضوعات التي قدمت مختلفة ومنها ذكر الألفاظ التي لم تعد تدور على ألسنة الناس في الوقت الحاضر ومنها ما يلي:

- قولهم: دهري بكسر الدال، وهو لفظ قديم يندر استعماله في الوقت الحاضر، وهذا اللفظ لا تصريفات له واضحة إلا فعل: إيداهر، وهو كثير الجدال. وهناك لفظ آخر على الوزن نفسه.

هو: دثوي وقد صار من الألفاظ نادرة الاستعمال ـ أيضا ـ وليس لها تصريفات ولم نسمع له فعلا من أي نوع كان، ولفظ دثوي يطلق على الشخص الذي لا يستطيع القيام بعمل متقن.

ـ ومن الألفاظ التي ذهبت عن نطقنا قولهم: «بخص» بمعنى أدرك وعلم، وتنطق فلا ابخص بالأمر مني، وفلان بخيص، وقولهم: اسأل الذين يبخصون، كلها بمعنى واحد.

ـ بحاصة: وتطلق على الارض الصلبة الخالية من النتوءات، ومثلها ما ورد في لسان العرب ضمن قوله: «السلقع المكان الخزن الغليظ، يقال: بلقع سلقع، وبلاد بلاقع سلاقع، وهي الأرضون القفار، التي لا شيء فيها».

ومن ذلك في اللهجة: هذه صلوقعه، ويقصد بها الأرض الشديدة التي لا نبات فيها، وهي على صفة البحاصة التي تقدمت هنا.

ـ خبص: من المعاني التي ذكرها ابن منظور لها اللفظ قوله: «وخبص الشيء بالشيء خلطه».

وفي اللهجة ما يلي:

1 ـ لعبة الخبصة التي تقوم بها البنات يوضع شيء صغير في التراب ثم يقسم هذا التراب إلى قسمين، وتشير إحدى اللاعبات الى أحد القسمين على أنه يضم الشيء المخفي. وهذه اللعبة قديمة جدا، وكان العرب القدماء يسمونها: المفايلة.

2 ـ الخبيص وهو نوع من الأكل الحلو تخلط مواده ثم تطبخ والى وقت قريب كان الناس يصنعونه في بيوتهم، ولا شك في أن البعض يعرفه الى يومنا هذا.

3 ـ عند مشاهدة أناس في شجار بينهم، لا يُعرف من هو منهم المخطئ من المصيب فهم لشدة خلافهم لا يستبين منهم أحد شيئا يفهم يقال: بينهم خبصة، أي اختلاط.

4 ـ كعم وتنطق في اللهجة چعم: قال صاحب لسان العرب عن هذه المادة ان منها لفظ كعام، وهو شيء يوضع على فم البعير، فيقال: كعم البعير بمعنى سد فمه حتى لا يحدث صوتا. وتنطلق الكاف في اللهجة الكويتية مكشكشة، ويقصد بها طلب الانقطاع عن الكلام إذا لم يُعجب المستمع. ومنها:

ـ قولهم: انچعم: بمعنى اسكت من الانتهار.

ـ قولهم چمعته: إذا اسكته غصبا عنه.

5 ـ بُنك: في الفصحى هو اصل الشيء، وهو مشابه اللفظ المنسي من اللهجة. فهم يقولون: جاءني فلان في بُنك القايلة أي في وسط القيلولة وقت شدة الحرارة.

6 ـ خصف: يتكون الخصف مما هو كالأوراق في سعف النخل، تؤخذ هذه الأوراق وهي طرية، فيقوم احد العمال المهرة بتكون قطعة منها تشبه الحصير. ويسمى عمله (السف) في الفصحى والعامية. ونتيجة عمله يعمل منه قطع صغيرة صغير للجلوس تسمى اخصفه بالعامية وتعمل من الحصران (جمع حصير) والزبلان (جمع زبيل) وغير ذلك.

7 ـ لصف: وهذا لفظ لا يكاد يقال في وقتنا هذا، ولكنه لفظ فصيح ذكره ابن منظور فقال ان معنى لصف هو برق وتلألأ. وفي اللهجة يقال رأيت شيئا يلصف أي يتلألأ.

8 ـ الخيفانة وجمعها خيفان، من الألفاظ العربية، وهي نوع من الجراد معروف عندنا، ولكنه ليس من النوع الذي يؤكل كما كان يؤكل الجراد بعد طبخه بالماء والملح، ولم نعد نرى الخيفان مؤخرا الا في النادر، ولم يعد يمر ببلادنا بأعداد كبيرة كما كان يفعل في الماضي بل تأتي منه اعداد قليلة جدا. وعن هذا قال ابن منظور: «والخيفان: الجرادة إذا صارت فيها خطوط مختلفة: بياض وصفرة، والجمع خيفان».

9 ـ كضَّ: هي في اللهجة الكويتية بمنعى ضيق علي، وتنطلق فيما يتعلق بالأكل إذ زاد عن حده، فيقوم الآكل وهو يقول: كثرت، الأكل يكيظني. أي يضيق علي، وأشعر بثقله، ومن ألفاظها تأتي كلمة (عكَّض) بمعنى: أعاق.

10 ـ قرفط، وهذا لفظ من الألفاظ التي لا نكاد نسمع احدا يذكرها في حديثه، وهي من ألفاظ الفصحى والعامية معا. ومعناها تقبض، اي انكمش.

الى هنا نكتفي بذكر ما ورد من الألفاظ التي لم تعد تذكر في الحديث اليومي ضمن اللهجة الكويتية إلا قليلا، مع زوال بعضها نهائيا، مع ان اكثرها من ألفاظ اللغة العربية الفصحى.

Advertisements