الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

الزراعة العمودية.. أمن غذائي و«فوائد عظيمة» صحياً وبيئياً واقتصادياً

  • سيف الحموري - الكويت - الأربعاء 25 يناير 2023 09:40 مساءً - م.فواز القريان لـ «الأنباء»: الزراعة العمودية توفر المياه ومناسبة جداً مع شح الماء في الكويت
  • شركات إنشاء المدن تعتمد الأسطح أو الجوانب الخضراء لتقليل استخدام الطاقة في المنازل
  • المساحات على أسطح المباني الحكومية مهدرة.. ويمكن استغلالها في الزراعة العمودية
  • الزراعات في المدن تسهم في تحسين الصحة العامة وتقليل حالات الإصابة بالحساسية
  • نأمل رؤية مدينة كاملة في الكويت مغطاة بالزراعات على أسطح منازلها


دارين العلي

يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الزراعة العمودية كأحد الحلول الناجحة لتحقيق الأمن الغذائي الذاتي وتقليل استهلاك المسطحات الأفقية.

وبوجود عدة تجارب في الكويت ورغم أنها تجارب خجولة إلا أنها أثبتت نجاحها سواء من حيث الإنتاج ووفرته أو من حيث الجودة والجدوى الاقتصادية في توفير الماء والجهد.

فهل يمكن أن نرى في الكويت مدنا بأكملها تنتهج الزراعة العمودية لتصبح مدنا زراعية على غرار المدن النموذجية التي يتغنى بها في كثير من دول العالم.

أسئلة مهمة

ماهية الزراعة العمودية وأهميتها بيئيا واقتصاديا وحجم مساهماتها في الأمن الغذائي، أسئلة توجهت بها «الأنباء» إلى رئيس جمعية الزراعة المائية في الكويت م.فواز القريان الذي اكد أن هذه الزراعة متواجدة في الكويت وأثبتت نجاحها في كثير من المناطق وعلى المستويين سواء كمزارع منتجة أو على الابنية في الأماكن الحضرية.

وعرف القريان الزراعة بشكل عام على أنها عملية استنبات وتحفيز النباتات على النمو إلا أنه وبغياب المسطحات والمساحات الكافية أفقيا أو لتوفير هذه المسطحات يتم التوجه نحو الاتجاه العمودي عن طريق الزراعات المائية وخاصة في المدن وبين العمارات حيث لا توجد عادة مساحات أفقية للزراعة.

جدوى اقتصادية وأمن غذائي

ولفت القريان إلى أن كل ما يوفر الماء والمساحة والمجهود فهو مجد اقتصاديا، مضيفا أن الزراعة العمودية توفر المساحة حيث أصبح بالإمكان زراعة المحاصيل كاملة فوق أسطح المباني، ففي السابق مثلا ولتحقيق الاكتفاء الذاتي كان المواطن يحتاج إلى مساحة كبيرة أمام منزله لزراعة ما يحتاجه من خضار للاكتفاء الذاتي، أما اليوم وعبر الزراعة العمودية فقد أصبح يحتاج فقط إلى ربع هذه المساحة لينتج المحاصيل بنفس الجودة.

وأشار إلى أن هذا النوع من الزراعة يقلل المجهود، فالتوجه للزراعة العمودية يسهم في تقليل المسافات وعدم اضطرارنا للخروج لمناطق المزارع البعيدة للحصول على المنتج الزراعي، إذ يمكن زراعتها في المدن كما أنها تساهم في توفير المياه وهي مناسبة جدا لدولة مثل الكويت تعاني من شح في المياه.

أنواع الزراعات

وتحدث رئيس جمعية الزراعة المائية م.فواز القريان عن أن هناك كثيرا من أنواع الزراعات أثبتت نجاحها بالزراعة المائية العمودية وأبرزها الخضراوات والورقيات وأنواع مختلفة من الأشجار سواء المتسلقة أو الواقفة وكذلك نجحت البقوليات والجزريات التي توضع على مصاطب بمستويات متفاوتة.

فوائد بيئية

وأوضح أن فوائد الزراعة العمودية متنوعة وعديدة وهي ليست فقط على الصعيد الاقتصادي والأمن الغذائي وإنما بيئيا بما يخص التغير المناخي حيث تساهم بتقليل نسب الغازات والانبعاثات كثاني أوكسيد الكربون وأول أوكسيد الكاربون في الأجواء، كما أنها تقاوم الغبار والأتربة وترفع نسب الرطوبة في الجو وتساهم بتخفيض درجات الحرارة عدا عن المنظر الجمالي بوجود مسطحات خضراء على اسطح المباني.

وحول مساهمة الزراعات بتخفيض درجات الحرارة، تحدث القريان عن مدينة الأحمدي كمثال لانخفاض درجات الحرارة عن باقي المدن في الكويت بمعدل درجتين الى 3 درجات بسبب طبيعتها الخضراء ووجود التخضير فيها بمعدلات مرتفعة.

فوائد صحية

وقال إن وجود مثل هذه الزراعات في المدن يحسن من الصحة العامة ويقلل من حالات الحساسية التي يعاني منها سكان المدن أكثر من سكان المناطق الزراعية، فالحساسية ناتجة عن ذرات غبار أو ذرات اللقاح أو الميكروبات الضارة والزراعات من شأنها أن تقلل الغبار والميكروبات الضارة، وبالتالي تقلل من الحساسية.

تجارب خليجية

خليجيا، هناك عدة تجارب للزراعة العمودية في قطر والرياض، حيث بدأت الشركات التي تقوم على إنشاء المدن بأسطح خضراء أو جوانب خضراء تنتهج هذه الأفكار لأنها تقلل من استخدام الطاقة في المدن عبر تقليل استخدامات التكييف ما يساهم في تقليل الاستهلاك وما له من تأثير على خزينة الدول.

أسطح المباني الحكومية

وقال القريان إن من أهداف جمعية الزراعة المائية أن يكون هناك فوق كل مبنى مسطح أخضر، وأن تكون هناك منطقة كاملة مغطاة باللون الأخضر، لافتا إلى أن هناك مساحات كبيرة مهدرة في المباني الحكومية كالمستوصفات والمساجد والهيئات يمكن استغلالها في الزراعة العمودية وإنتاج المحاصيل الزراعية التي تعود بالفائدة سواء لناحية الأمن الغذائي أو المردود البيئي، إذ تساهم هذه الزراعات في تنقية الأجواء وتلطيف وخفض درجات الحرارة بين الأبنية الأسمنتية كما ذكرنا سابقا. وأوضح أن الجمعية تعمل على دعم الأمن الغذائي القومي على أصول زراعية علمية مبنية على الزراعة المائية التي تعتبر الأحدث في العالم والتي توفر المياه بشكل كبير.

وعول في هذه المرحلة على الدور الإعلامي لتسليط الضوء على هذه الزراعات والتوعية بأهميتها في مجال الأمن الغذائي والبيئي في ظل التغيرات المناخية التي باتت شديدة الوطأة على البشر ما يحتم تكثيف الدور التوعوي للابتعاد عن الفكر الاستهلاكي والعمل على الحفاظ على البيئة بتقنين الاستهلاك وترشيده في مختلف المجالات.

Advertisements