الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

بينوا كاتالا: طالب الرفاعي هو الأديب الأقرب إلى القراء الفرنسيين بعد ترجمة 6 من رواياته إلى الفرنسية

  • سيف الحموري - الكويت - الاثنين 23 يناير 2023 10:10 مساءً - د.ساسي: الرفاعي جعلنا ندخل في نفسية أبطال قصصه ونعيش معها لحظات الخوف والفزع
  • الرفاعي: لحظة الكتابة لا أفكر بالخوف باعتباره عنصراً من بناء العمل القصصي إنما المحرك الأساسي لأي كاتب


أسامة أبو السعود

نظمت السفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي بالكويت ندوة نقاشية بعنوان «الخوف في روايات طالب الرفاعي بين الواقع والتخييل» في إطار «ليالي القراءة» مع الكاتب والروائي طالب الرفاعي، ودكتورة الأدب الفرنسي د.سناء ساسي على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي.

في البداية، رحب مدير المعهد الفرنسي بينوا كاتالا بالحضور وشكر الأمين العام لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية عبدالرحمن خالد البابطين، وفريق المكتبة بأكمله على الترحيب والاستضافة.

وأكد كاتالا في حديثه أن «ليالي القراءة» فرصة كبيرة للاحتفال بفن الكتابة والمؤلفين، مشيرا الى أن الروائي طالب الرفاعي هو الأديب الكويتي الأقرب إلى القراء الفرنسيين كونه قد ترجمت ست من رواياته إلى الفرنسية وصار محل قراءة وبحث على الساحة الثقافية الفرنسية.

من جانبها، استهلت د.سناء ساسي كلمتها بالشكر للرفاعي لقبوله الدعوة، وشكرت كلا من المعهد الفرنسي ومكتبة البابطين المركزية، وذكرت أنها في عرضها المرئي حاولت أن تلخص أنواع الخوف التي وجدتها كقارئة في كتب طالب الرفاعي في رواياته الثلاث: «ظل الشمس»، و«النجدي»، و«في الهنا».

وأشارت الى أن كل رواية احتوت على مواضيع مختلفة، لافته أن كل رواية تسرد قصة وأطروحة وتناقش مشكلة، ومن خلالها نحلل نفسية الشخصيات، مبينة أن الرفاعي جعلنا كقراء أن ندخل في نفسية أبطال قصصه ونعيش معها لحظات الخوف والفزع، وأن كل بطل من أبطال الرفاعي يعيش عدة مشاعر، ممكن أن نلخصها بكلمة خوف.

وعرفت د.ساسي الخوف بأنه شعور، ولكن عند طالب الرفاعي هو ليس شعورا مفردا ولكن يتضمن عدة مشاعر، وقالت: «فوجئت بالمشاعر التي يحس بها أبطال الرفاعي من خوف والذي تتراوح درجاته بين الضعف والشدة، حتى في بعض الأحيان ينسى البطل المكان والزمان الذي يعيش فيه».

وأعطت د.ساسي نماذج من الخوف وهي الخوف من العقاب الجزائي، الخوف من نظرة الآخر، الخوف الباطني.

وذكرت أن الخوف أدى إلى تداعيات عدوانية، وتحدثت عن الذي دفعها لتحليل شخوص الرفاعي، قائلة «أنا أحب الأدب، وكنت أود أن اعرف من هو طالب الرفاعي، الذي تتحدث عنه الناس في فرنسا والكويت والعالم العربي بصفة عامة، وفوجئت بأسلوب كتاباته، وكنت طوال الوقت أشعر وكأني أقرأ للروائي الفرنسي ألبير كامو».

من جانبه، قال طالب الرفاعي ان «الخوف غريزة مفيدة لحماية الإنسان»، ويشكل الخوف هاجسا ملازما للطبيعة البشرية، طوال حياة الإنسان، وفي مختلف الأوقات.

ويتدرج الخوف من الإحساس بقرب ودنو الخطر الماحق الذي يداهم حياة الإنسان في الحروب والكوارث الطبيعة، إلى الخوف من عناصر البيئة، كالبحر والظلام والرعد والبرق والعواصف والفيضانات وبعض أنواع الحيوانات كالثعابين والزواحف، مرورا بالخوف من الممارسات اليومية، كركوب الطائرة وقيادة السيارة، واستخدام المصاعد، وصولا إلى الخوف الذي يلازم الإنسان من الأمراض وكل ما ينغص عيشه.

وأضاف الرفاعي ان الخوف واحد من أهم العناصر الفنية التي يمكن أن يبنى عليها العمل الروائي.

فبالإضافة إلى اشتراك كل البشر في الخوف، والتعاطف الذي قد يخلقه مع الشخصية، فيمكن النظر إليه بوصفه أحد أهم الميزات الفنية التي تمنح العمل وتيرة مهمة من الإثارة والتشويق.

في رواياتي الثلاث المترجمة إلى الفرنسية، يختلف حضور الخوف من شخصية إلى أخرى، ووفق لحظة المشهد الذي تمر فيه. فالخوف الذي يعيشه النوخذة «على ناصر النجدي»، وهو يصارع العاصفة لينجو بنفسه، هو بالضرورة مختلف عن الخوف الذي يربك «حلمي المصري» بطل رواية «ظل الشمس» في الكيفية التي يتحتم عليه فيها مواجهة مصيره في البقاء في الكويت أو الرجوع بالفشل إلى بلده وأسرته. وخوف الشخصيتين، يختلف عن خوف الشابة «كوثر»، في إقدامها على الزواج من عشيقها «مشاري» الرجل المتزوج!».

وذكر الرفاعي: إنني لحظة الكتابة لا أفكر بالخوف كعنصر من بناء العمل القصصي، إنما المحرك الأساسي لأي كاتب إنما ينطلق من فكرة القصة أو الرواية، وما يريد الوصول إليه.

وتابع: في جميع أعمالي القصصية والروائية أكون ملما وعارفا ببداية الرواية ونهايتها، لكن المغامرة الكبيرة، والخوف الأكبر الذي يلازم أي كاتب إنما يكمن في التفاصيل التي ستملأ الفراغات فيما بين البداية والنهاية!

Advertisements