الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

بالفيديو.. عبدالرحمن النصر الله لـ «الأنباء»: الصدفة أدخلتني عالم التصميم الداخلي.. والجائحة كشفت عيوب المنازل والحاجة الماسّة لهذا الفن

  • سيف الحموري - الكويت - السبت 19 مارس 2022 09:24 مساءً - مصمم الديكور الداخلي يقوم بتهيئة المنزل وفقاً لاحتياجات العميل من أجل خلق بيئة مريحة
  • أحرص بشدة على جودة التنفيذ وطريقة التسليم.. والتصوير ثلاثي الأبعاد ساهم باختصار الوقت
  • هناك مراحل عدة للتصميم الداخلي تبدأ بتسلّم المخطط المعماري وتنتهي بالتنفيذ والتسليم
  • اطلاع المصمم المستمر على أحدث صيحات الديكور الداخلي يساعده على التطوير والابتكار
  • شباب وشابات كويتيون كثيرون يعملون بتصميم الديكور الداخلي.. والتكنولوجيا طورت المجال كثيراً
  • الثقافات المختلفة بين العرب والغرب سبب اختلاف الأذواق ولكل طابعه الخاص في التصميم والتنفيذ

أجرت الحوار: آلاء خليفة

دخل عالم تصميم الديكور الداخلي بمحض الصدفة ومن خلال فكر تجاري فأحب المجال وأبدع وتميز به، يرى أن أهم ما يميز مصمم الديكور الداخلي الدقة في المواعيد والجودة في التصميم والتنفيذ والتسليم كما انه يرى ان اختلاف الاذواق بين الشرق والغرب يعود لاختلاف الثقافات. «الأنباء» التقت مصمم الديكور الداخلي عبدالرحمن النصر الله الذي حدثنا عن التصميم الداخلي ومراحل التصميم، مشيرا الى أهمية التصوير ثلاثي الأبعاد الذي ساهم في اختصار الكثير من الوقت بين المصمم والعميل. وتحدث النصر الله عن الذوق الخليجي والكويتي تحديدا وما يميزه عن الذوق الغربي لافتا الى تطور الديكور الداخلي في الكويت عن الماضي وكيف ساهمت التكنولوجيا الحديثة في احداث هذا التغيير. وعلى جانب آخر من اللقاء أشار النصر الله الى الصعاب التي تواجه عملهم لاسيما خلال جائحة كورونا والتي لازالوا يعانون منها حتى يومنا هذا موجها نصائحه للمصممين الشباب الذين يخوضون مجال العمل في الديكور الداخلي لضمان تحقيق النجاح والتميز، وفيما يلي تفاصيل الحوار.

بداية أخبرنا عن بدايتك ولماذا اخترت مجال التصميم الداخلي تحديدا؟

٭ في الحقيقة أنا لم أدرس التصميم الداخلي كدراسة وبدأ الموضوع معي كفكر تجاري بأن السوق يحتاج للتصميم الداخلي بالإضافة الى أنني امتلك ذوق وحس التصميم الداخلي، وقبل ان اخوض هذا المجال عملت في مجالات عدة منها مجال البنوك والاستثمار ووظائف إدارية في جهات حكومية عدة، ودخلت مجال التصميم الداخلي كمجال تجاري بحت وبعد فترة أصبحت أقوم بالاشراف في المواقع وأتابع عمل الموظفين وأستخرج الأفكار وكنت على اطلاع دائم في كل ما هو جديد في عالم التصميم الداخلي وكيفية الوصول الى عقلية العميل لمعرفة ما يريده ومحاولة تنفيذه بشكل يتطابق مع افكاري ومقترحاتي بما يخلق حالة الرضا لدى العملاء عن التنفيذ النهائي للمشروع، وبعد فترة شعرت بحب وشغف لمجال التصميم الداخلي بما خلق لدي حالة من الرغبة في الابداع والابتكار واضافة جديد لهذا العالم وقمت بأخذ العديد من الدورات التدريبية في مجال التصميم الداخلي واختلطت مع المصممين في الكويت.

حاجة ماسة

نود تسليط الضوء على التصميم الداخلي؟

٭ هناك حاجة ماسة للديكور الداخلي في كل منزل، وأزمة كورونا ساهمت في اكتشاف العيوب التي تعاني منها منازلنا لاسيما خلال تواجد الناس في منازلهم لفترات طويلة اثناء الحظر الكلي والجزئي ما جعلهم يحتاجون لمصمم الديكور الداخلي لاضافة لمسات جمالية على منازلهم وفقا لاحتياجاتهم ومتطلباتهم، وحاليا مع التطور التكنولوجي اصبح العميل يبحث في مواقع الانترنت ويطلع على التصميمات والديكورات ويخلق تصورا معينا لمنزله ومن ثم يجلس مع المصمم لتبادل الآراء والأفكار من اجل الوصول الى التصميم النهائي الذي سيتم تنفيذه على ارض الواقع.

وفي السنوات الأخيرة أصبح دور مصمم الديكور الداخلي مهم جدا في كل منزل ولا يمكن الاستغناء عنه بل الحاجة ماسة له، ومصمم الديكور الداخلي يقوم بتهيئة المنزل وفقا لاحتياجات العميل من اجل خلق بيئة مريحة في المنزل.

وما مراحل التصميم الداخلي؟

٭ مراحل التصميم تبدأ بتسلم المصمم لمخطط معماري من الشركة الهندسية، ومن ثم يقوم المصمم بتوزيع الأثاث ونقاط الكهرباء والمصرف الصحي والاضاءات، ومن ثم بعد ذلك يقوم المصمم بوضع الأفكار الجديدة التي تتناسب مع احتياجات العميل، ومن ثم يقوم العميل باختيار الألوان المفضلة له، وعلى حسب ذوقه في اختيار الألوان.

حدثنا عن التصوير ثلاثي الابعاد للمشاريع، وهل ساهم بشكل إيجابي في عالم الديكور الداخلي؟

٭ ساهم التصوير ثلاثي الابعاد في اختصار الوقت بشكل كبير، ففي الماضي قد يشرح المصمم نقطة للعميل ولكنه يفهمه بشكل آخر، اما التصوير ثلاثي الابعاد فجعل العميل يرى مشروعه وتصميمه وكأنه منفذ امامه على ارض الواقع بما اختصر الكثير من الوقت والجهد بين المصمم والعميل.

ما الذي يجعلك مميزا ومختلفا عن مصممي الديكور الداخلي الآخرين؟

٭ ما يجعل مصمم ديكور داخلي يختلف عن المصممين الآخرين هو فكره وتميزه وابداعه وابتكاره في هذا المجال، ومدى قدرته على فهم متطلبات واحتياجات العميل والاضافة عليها بما يتواكب مع تطورات العصر الحديث، وأرى ان كل مصمم له ذوقه وافكاره الخاصة البعيدة عن التقليد وتكرار أفكار مصمم آخر، وبالنسبة لي فإن اهم ما يميزني الحرص الشديد على الجودة وطريقة التسليم النهائية للمشروع.

من أين تحصل على إلهامك في التصميمات؟ هل ذوقك الشخصي ام الاستماع لرغبات العميل ام مزيج ما بين هذا وذاك؟

٭ بالطبع لابد ان يكون هناك توافق بين اراء ورغبات العميل واحتياجاته ومتطلباته، وكذلك أفكار ومقترحات المصمم والتي يراها مناسبة لتنفيذ المشروع، وهذا التوافق هو الذي يخلق النتائج المرجوة، بالإضافة الى أهمية ان يكون المصمم على اطلاع مستمر على احدث صيحات الديكور الداخلي، بما يساعده على استقطاب الأفكار الحديثة والمتطورة والمبتكرة، وكذلك تعدد المواد المستخدمة يمنح المصمم إلهاما اثناء تنفيذ المشروع.

دقة المواعيد

هل لديك آلية عمل معينة تتبعها في تنفيذ مشاريعك لتحقيق اكبر نسبة رضا للعميل؟

٭ الدقة في مواعيد تسليم المشاريع وجودة التنفيذ ابرز ما يحقق رضا العملاء من المصممين، وهذا ما نحاول اتباعه على قدر الإمكان ووفق الظروف المحيطة، نظرا لان مواعيد التسليم لم تكن بيد المصمم اثناء فترات الحظر الكلي والجزئي على سبيل المثال خلال جائحة كورونا.

كيف تقيم تطور التصميم الداخلي في الكويت عن الماضي؟ وهل التكنولوجيا ساهمت في احداث هذا التطوير؟

٭ بالتأكيد ساهمت التكنولوجيا بشكل كبير في احداث التطوير على عالم الديكور الداخلي، وحاليا اغلب العملاء يدخلون على مواقع التواصل الاجتماعي، ويشاهدون التصميمات الحديثة، وعلى أساسها يبنون أفكارهم واحتياجاتهم التي يتناقشون فيها مع مصممي الديكور الداخلي، لتنفيذ مشاريعهم بشكل دقيق، لذا فمن وجهة نظري ان التطور التكنولوجي اصبح سريعا جدا، والدليل انتشار المصممين الشباب سواء من الرجال او النساء في الكويت، وحاليا اصبحوا يعملون في كافة مواقع العمل وليس فقط في شركات التصميم، واصبحنا نشاهد مصممات كويتيات يعملن في المناجر بالشويخ.

ما الصعاب التي تواجه عملكم حاليا لاسيما بعد جائحة كورونا والتي صاحبتها كذلك قلة العمالة؟

٭ بالتأكيد جائحة كورونا خلقت مشاكل عدة مازلنا نعاني منها حتى اليوم ولم تنته، والضرر لم يكن فقط لاصحاب الشركات بل كذلك للعملاء انفسهم، لاسيما خلال فترات الحظر الكلي والجزئي، وما صاحبه من اغلاق تام، بعض العملاء قدروا الموقف ولكن هناك عملاء لم يقدروا ولم يتفهموا وابدوا استياءهم من التأخر في تسليم مشاريعهم، ومازلنا نحاسب على تلك المشاكل، وحاليا زادت التكلفة عن السابق، كما زادت أجور العمال، ولكن هناك عملاء لم يتفهموا تلك التغييرات التي صاحبت ازمة كورونا، فضلا عن إشكالية قلة المواد عن السابق، مع عدم تقبل بعض العملاء للمواد البديلة.

لو قارنا بين الديكور الداخلي في الشرق والغرب وتحديدا الذوق الكويتي والخليجي، فما الذي يميزه عن الغرب؟

٭ الأمر يتعلق باختلاف الثقافات فقط لا غير، ففي الخليج العربي نعتمد على طابع خاص لاسيما الطابع التراثي في التصميمات، اما الغرب فلهم اتجاه آخر يتناسب مع طبيعة حياتهم فنجد ان تصميماتهم تعتمد على اشكال الكنائس والمتاحف، ولكن في الطابع الخليجي نجد التركيز على الطابع التراثي وكذلك الستايل المغربي الذي يفضله الكثير من الخليجيين.

نود الحديث كذلك عن المنافسة في السوق المحلي والمعايير التي على أساسها تختلف الأسعار؟

٭ المنافسة تتعلق بأسلوب العمل ولدينا مصممون عدة في الكويت منهم من اتجه للعمل في معارض الأثاث ومنهم من اتجه للجانب الفني المتعلق بالتنفيذ، والمنافسة في السوق موجودة وهي منافسة شريفة تحكمها الاخلاق، ولله الحمد، المصممون في الكويت «على قلب واحد» وبينهم تعاون كبير وانا شخصيا من المصممين المحبين لتقديم الدعم لكل المصممين ان طلب مني ذلك وبكل محبة وتقدير.

ما نصائحك لمصممي الديكور الداخلي الشباب من واقع خبرتك العملية؟

٭ انصحهم أولا بدراسة شخصية العميل واحتياجاته ومتطلباته حتى يتمكن من عمل توازن بينها وبين أفكاره كمصمم وآرائه ومقترحاته، فمن الممكن للمصمم ان يخلق رأيا عن رغبات العميل من خلال الدولة التي يفضل العميل السفر لها او أسلوبه في اللبس او طريقة تربيته لحيوانات أليفة على سبيل المثال بالإضافة الى ضرورة ان يتصف المصمم بالهدوء وسعة البال واللباقة في الكلام، كما يجب ان يكون المصمم على اطلاع دائم ومستمر لمعرفة احدث صيحات الديكور الداخلي لمواكبة العصر.

ختاما، هل ترى ان الحاجة أصبحت ملحة في الكويت لتنفيذ مشاريع لمدن ترفيهية لاسيما بعد غلق اكثر الأماكن الترفيهية والسياحية في الكويت مؤخرا؟

٭ نعم، الكويت بحاجة ملحة لإنشاء مدن ترفيهية وأماكن سياحية والتي يحتاجها لها الصغار والكبار والشباب، موضحا ان فئة الشباب في الكويت أصبحت الفئة المظلومة في الأماكن الترفيهية وشدد على أهمية الأماكن الترفيهية لتفريغ طاقات الشباب وملء وقت فراغهم في أمور مفيدة، مشيرا الى انتشار العنف والمشاجرات مؤخرا في الكويت بسبب الكبت الذي اصبح يعيش فيه معظم الشباب وعدم وجود أماكن ترفيهية وسياحية، وصحيح ان هناك أماكن رياضية كثيرة في الكويت ولكن ليس كل الشباب رياضيين، هناك فئة كبيرة بحاجة لأماكن ترفيهية.

النصرالله على وسائل التواصل

ـ للتواصل مع المصمم عبدالرحمن النصرالله عبر وسائل التواصل الاجتماعي:

Instgram: ab_alnasrallah

Snap: a_fn85

Twitter: a_fn85

زها حديد ـ رحمها الله ـ أسطورة لن تتكرر في عالم التصميم المعماري

قال مصمم الديكور الداخلي عبدالرحمن النصرالله خلال اللقاء إن من الشخصيات المؤثرة في حياته المصممة المعمارية العراقية زها حديد «رحمها الله»، موضحا انها من الشخصيات التي اثبتت فعليا ان النجاح ليس وطنا ولا هوية كونها عاشت فترة صعبة جدا في حياتها، ولكنها كانت تعطي صورا لمبان معمارية عبارة عن تحف فنية وكانت مبدعة جدا في عملها ما جعلها مصدر قوة له شخصيا، لافتا الى ان زها حديد اسطورة في التصميم المعماري لن يكررها العرب.

رسالة شكر وتقدير واعتزاز للمصممة لطيفة القناعي

وجه النصرالله رسالة شكر وتقدير واعتزاز للمصممة لطيفة فؤاد القناعي التي كانت من اشد الداعمين له وساندته كثيرا في بداياته وشجعته على الالتحاق بالدورات التدريبية في مجال الديكور الداخلي، قائلا: «من لا يشكر الناس لا يشكر الله» فلها كل الشكر والتقدير والامتنان وكوني اليوم أصبحت جزءا من عالم التصميم، فالفضل بعد الله عز وجل يرجع للمصممة لطيفة القناعي.

Advertisements