سيف الحموري - الكويت - الأربعاء 5 أكتوبر 2022 10:06 مساءً - دخلت الصين حقبة جديدة منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، فقد حققت خلال السنوات العشر الماضية إنجازات تاريخية في الإصلاح والانفتاح والتحديث، وقامت بالتبادلات الودية والتعاون الصادق مع دول العالم، بما في ذلك الكويت، وتعمل بنشاط على تعزيز بناء مجتمع لمستقبل مشترك للبشرية، وتقديم مساهمات مهمة للسلام والتنمية في العالم.
وفي هذا السياق، سينشر سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الكويت تشانغ جيانوي سلسلة من المقالات تحت «الصين: عقد من التطورات» ليعرف الأصدقاء الكويتيون تجارب الصين في التنمية والتبادل الخارجي والتعاون الدولي وغيرها من مختلف المجالات، وذلك من أجل تعميق فهم الجميع للصين في العصر الجديد.

خلال السنوات العشر الماضية، دخل بناء الدفاع الوطني والجيش الصيني في عصر جديد. ومع إنجازات وتغييرات تاريخية، شهد جيش الصين التحسن المستمر في مستوى التنظيم والتحديث، والتعزيز المستمر في قدرات الردع والقتال الفعلي. يتقدم الجيش الصيني بشجاعة نحو هدفه الأكبر المتمثل في بناء جيش على مستوى عالمي على نحو شامل.

إن الشعب الصيني محب للسلام منذ العصور القديمة. منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، لم تبادر الصين في اثارة أي صراع أو حرب، ولم تغز شبرا واحدا من أراضي دولة أخرى. تنتهج الصين بشكل راسخ سياسة دفاعية وطنية ذات طبيعة دفاعية، وتتبع الصين طريق التنمية السلمية بثبات لا يتزعزع.

الحفاظ بكل حزم

على مصداقية الأمم المتحدة

تلتزم الصين دائما بالحفاظ على المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها والنظام الدولي القائم على أساس القانون الدولي والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية القائمة على أساس مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. تشارك الصين على نطاق واسع في الحوكمة للأمن العالمي، وتدفع صياغة قواعد دولية مقبولة بشكل عام ومنصف ومعقول. تشارك الصين بنشاط في الجهود الدولية للحد من التسلح ونزع السلاح وعدم الانتشار وتعارض سباق التسلح. وتسهم الصين بشكل بناء في الحل السياسي للقضايا الإقليمية الساخنة وتعارض الهيمنة والأحادية والمعايير المزدوجة، وتؤيد الحوار والتشاور والتنفيذ الكامل والجاد لقرارات مجلس الأمن الدولي.

العمل بنشاط على دفع بناء علاقات الشراكة الأمنية الجديدة

يخدم الجيش الصيني بنشاط في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وينفذ بإخلاص مبادرة الأمن العالمية، ويعمل مع أصدقائه على بناء علاقات الشراكة الأمنية الجديدة التي تتميز بالمساواة والثقة المتبادلة والتعاون والفوز المشترك. حتى الآن، أجرى الجيش الصيني تبادلات عسكرية مع أكثر من 150 دولة، وأنشأ أكثر من 50 آلية تشاورية في شؤون دفاعية مع أكثر من 40 دولة ومنظمة، وقبلت أكثر من 10 آلاف ضابط عسكري من أكثر من 130 دولة ليقوموا بالدراسة في كليات عسكرية صينية مختلف منذ عام 2012. يحافظ الجيش الصيني بحزم على معيار التعددية، ويشارك على نطاق واسع في الاجتماعات الدولية متعددة الأطراف مثل منظمة شنغهاي للتعاون وحوار شانغريلا، ويستخدم «منتدى شيانغشان» كمنصة دولية للحوار الأمني والدفاعي، ويساهم بحكمة في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية والدولية والمحافظة على الأمن والسلام الدوليين.

الوفاء بنشاط بالمسؤوليات والالتزامات الدولية

على مر السنين، شاركت الصين بنشاط في حفظ السلام الدولي والمرافقة البحرية والإنقاذ الإنساني وعمليات أخرى. تعتبر الصين ثاني أكبر مساهم في ميزانية الأمم المتحدة لحفظ السلام وأكبر مساهم في بعث قوات حفظ السلام كعضو دائم لمجلس الأمن.

أرسلت الصين نحو 50 ألف من قوات حفظ السلام منذ عام 1990 للمشاركة في 25 عملية و16 فردا من ضحوا بأرواحهم النفيسة من أجل قضية السلام الدولي، وقامت الصين بإرسال 41 أسطول حراسة إلى مياه خليج عدن والصومال لتوفير الحماية الأمنية لأكثر من 7000 سفينة أكثر من نصفها سفن أجنبية. أبحرت سفينة المستشفى الصينية البحرية «فلك السلام» 9 مرات لزيارة 43 دولة ومنطقة وتقديم خدمات طبية لأكثر من 230 ألف شخص. منذ اندلاع وباء كورونا، لا يساعد الجيش الصيني في مكافحة الوباء داخليا فحسب، بل يوفر الدعم والمساعدة قدر استطاعته للمجتمع الدولي ويتعاون مع جيوش أكثر من 50 دولة بما فيها الكويت من خلال تقديم مواد مكافحة الوباء وإرسال فرق الخبراء الطبيين وعقد مؤتمرات افتراضية لتبادل تجربة الوقاية والسيطرة على الوباء.

مواجهة للتحديات الأمنية العالمية التي تصبح أكثر تعقيدا

تؤمن الصين إيمانا راسخا بأن الهيمنة والتوسع سيمنى بالفشل في نهاية المطاف، وأنه من المهم التمتع بأمن وازدهار مشترك. ستلتزم الصين بطريق التنمية السلمية، وستعمل مع شعوب دول العالم على حماية السلام العالمي وتعزيز التنمية. يتمتع الجيش الصيني بالعزم والثقة والقدرة على مواجهة الاستفزاز العسكري الخارجي، وحماية الاستقلال والسيادة ووحدة الأرض للوطن، وتقديم الدعم الاستراتيجي القوي لتحقيق الحلم الصيني المتمثل في النهضة العظيمة للأمة الصينية، وتقديم الكثير من المساهمات الجديدة في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.